محلي

الرجولة مواقف، 40 يوما و غزة تسطر تاريخا لا ينسى. اهل اليمن نموذجا.

وسط عجز عربي بين واضح، عن مساندة سكان غزة، و ضعف إسلامي متباين القيمة في مد يد المساعدة، و التأثير مقارنة بالموقف الأمريكي، الفرنسي، الانكليزي، الداعم بلا خجل او حياء لما تقوم به اسرائيل من جرائم لم يعرف لها التاريخ مثالا، إلا ما كان فرعون يسيمه لأسلاف آباء اليهود قبل نبي الله موسى على نبينا و عليه السلام، ففي هذا الظرف العصيب و الاستثنائي تدخل غزة يومها الأربعين صامدة شامخة معتزة بالنفس شاكرة جهد مقاومتها و مثمنة لشهدائها و دمائهم الزكية، التي سقت ارضا معطاء انبتت نباتا بعيدا كل البعد من النكد و الجبن و الخنوع أو الخذلان الذي هو صفة العالم اليوم مع ما يحدث في غزة إلا ما رحم ربك من هذا العالم، هذا الواقع المعاش ميز بشكل واضح و كبير شعوب بعض الدول عن حكوماتها، في التفاعل و التاييد، و المساندة، إلا شعوب ((محور الشر ))، او من يحترم إرادة شعبه من الحكومات غير المصنفة بهذا التصنيف ((الأعور،)) و لعل الموقف اليمني الرسمي المتمثل في حكومة أنصار الله عكس الشيء، حيث جاء مؤيدا و مؤازرا لخيار شعبه الداعي لنصرة الأهل في فلسطين، قولا و فعلا، و هنا تتبين معادن الرجال و شجاعتها، إذ من الشجاعة ما هو مصطنع و خواء تماما كشجاعة اليهود حيث قال الله عنهم (( تحسبهم و قلوبهم شتى))، صدق الله العلي العظيم.
إن شجاعة و شهامة و كرم اهل اليمن هي أوصاف أصيلة و لها في التاريخ جذور، و لعل من حافظ عليها يومنا هذا هو السيد عبد الملك الحوثي و أعوانه من جنود و مدنيين، و لن تزيدهم إلا رفعة و عزا و تمكينا، حيث لا تنقص شجاعةً من عُمُرِِ و لا صدقةً من مال، فرغم الظروف الصعبة و الحصار المطبق حتى من الأشقاء، ناهيك عن الغريب، و الحاجة الماسة لكل طلقة دفاعا عن الأرض و العرض، قد سجل التاريخ من جديد اصنافا من الإيثار على النفس أبطالها اهل اليمن و ساهموا في الدفاع عن فلسطين بما هم قادرون عليه، ممثلين شجاعة آل بيت النبي عليهم السلام، و متمثلين قول الشاعر : إذا لم يكن من الموت بد، فمن العيب أن تكون جبانا.
و سجل لهم العالم حتى من غير مناصريهم من الاحترام و التقدير المضمر أكثر من الإهانة و التقزيم المعلن لمن يوصفون بالأصدقاء و الحلفاء.
فمن بعد الحرب سيشارك اهل غزة نصرهم؟ و من سيفترخ التاريخ بمواقفه من حرب اسرائيل على غزة؟

آ. محمد يسلم البار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى