محلي

مداولات لاهاي (( الأمل السراب)).

 

أ. محمد يسلم البار.
عشنا ساعات منتظرين أن تصدر المحكمة الدولية مخرجات مداولاتها، و ما استنتجته عقول و فهوم قضاتها المتباينة آرائهم و تفسيراتهم للقانون، بقصد خدمة للسياسة، و بدون قصد خدمة لصناع السياسة.
ساعات من الأمل عاشها أصحاب الفطرة السليمة و القلوب الرحيمة أن تسفر عن إدانة واضحة و مدوية لجرائم العدوان الإسرائيلي على غزة و عموم فلسطين، و هو يقينا امل مضاد و معاكس لما كان ينتظره الطرف الثاني، دون ذكر اوصافه، حيث عشنا من جديد أمام جدلية الصراع بين الحق و الباطل، بين العدل و الجور و هو واقع غالبا ما ينتصر فيه الباطل منذ أن سلب لباس الحق و ارتداه عنوة و اغتصابا، غير أن الامل الممزوج و المدعوم بحقائق و قرائن و شواهد حية و معاشة يزداد قوة خلال هذه الساعات ليتفاجء بإعلان محكمة لاهاي قرارها أو حكمها، إن جاز تسميته حكما:
– لا يمكننا قبول طلب إسرائيل رد الدعوى في القضية المرفوعة من جنوب إفريقيا.
– الشعب الفلسطيني هو مجموعة محمية بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية
– أخذنا بالاعتبار تصريحات مسؤولين إسرائيليين بشأن رفع صفة الإنسانية عن الفلسطينيين
– أخذنا بالاعتبار قلق مسؤولين حقوقيين مستقلين من خطاب الكراهية الإسرائيلي
– بعض الحقوق التي تسعى جنوب إفريقيا إلى الحصول عليها منطقية
– نقر بحق الفلسطينيين بقطاع غزة في الحماية من أعمال الإبادة الجماعية.
القانون مبهم، و فهمه متعب للقلوب، لأنه القانون يا سادة،
و على الرغم من معرفتنا المسبقة باستحالة تطبيق الحكم و تنفيذه على إسرائيل، إن كان في صالح الحق المسلوب اللباس هذه المرة، او على الاقل كما جاء في صيغته اليوم، فإن صدور القرار اليوم جاء (( نصرا )) سيعيش فرحته لحين اهل غزة و فلسطين و اهل اليمن و لبنان و غيرهم من الشعوب الحرة و الحية و التي لا تزال تجري في عروقها دماء ساخنة و بفطرة سوية سليمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى