السنة القمرية هي حساب الزمان منذ خلق السماوات والأرض :

السنة القمرية هي حساب الزمان منذ خلق السماوات والأرض
تعيش الأمة الإسلامية الآن بداية السنة الهجرية المعتمدة على السنة القمرية القائمة على حساب الزمان منذ خلق السماوات والأرض ، فعند خلقه للسماوات والأرض قدر ليلها ونهارها وقدر أوقاتها وقسمها على هذه الشهور الاثني عشر القمرية ، وجعلها حسابا شرعيا قدريا يدور الزمان على هيئته وترتبط به بعض العبادات الكبرى من حج وصوم وعدد للنساء
فالزمان يدور على هيئته منذ خلق الله السماوات والأرض على حساب زمني ثابت لا يتغير مدته اثنا عشر شهرا قمريا ، بدليل قوله تعالى ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ….) ، مؤكدا أن السنة القمرية هي الحساب الزمني المعتبر عنده جل وعلا منذ أن خلق السموات والأرض ذاكرا علامة من علاماتها وميزة من مميزاتها في قوله تعالى ( منها أربعة حرم ) ، معلنا أن المقصود هو السنة القمرية ، فلا وجود للأشهر الحرم في غيرها .
– ويعلن النبي صلى الله عليه وسلم في حجته يوم النحر أن حساب الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض في هذا الشهر وهذا اليوم الذي ألقي فيه خطبة الوداع فقال أمام الملأ ( الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض ، السنة اثنا عشر شهرا ، منها أربعة حرم ، ثلاث متواليات ، ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، ورجب مضر…) البخاري ، مؤكدا أن حساب الزمن عاد على هيئته الصحيحة التى كان عليها يوم خلق السموات والأرض ، بعد التلاعب والتغيير الذي أحدثه العرب في الجاهلية من استبدال الأشهر الحرم بغيرها من الشهور ومن إيقاع الحج أحيانا في غير شهره ذي الحجة ، فمنذ ذلك اليوم رجع حساب الزمن إلى هيئته الصحيحة التي كان عليها يوم خلق السموات والأرض إلى يومنا هذا لله الحمد .
فعلى الأمة الإسلامية أن تستشعر هذه النعمة العظيمة وتعمل بحساب السنة القمرية الهجرية التي هي حساب الزمان منذ خلق السماوات والأرض ، وهي أيضا عماد الزمان الذي ترتبط بها الأحكام الشرعية من صيام وحج وعدة للنساء …وهي سهلة وميسرة لكل أحد لارتباطها بعلامة كونية ظاهرة هي ميلاد الهلال وتطور نموه وتناقصه..
بقلم المهندس: محمد فال عبد الوهاب